السؤال: أخ يسأل من
المغرب يقول: عندنا إمام يتبع الطريقة
الصوفية ويحدث أن في الأرض أولياء يقضون حوائج الناس، ويقول لهم: من نذر أن يذبح لهم فليذبح لهم؟
الجواب: هذا الأخ يسأل عن قضية يسأل عنها الآلاف وهي وموجودة، وأتباع هؤلاء الناس بالملايين، يقولون: نقضي الحاجات، ونكشف الكربات، ونفرج الغمات، وإذا أردت شيئاً فاذبح لنا، فيذبح الإنسان لهم ويدعوهم، فماذا تريدون بالله بعد أن يدعو الإنسان غير الله، ويعتقد أن غير الله هو الذي يكشف الغم، ويشفي المرض، ويذهب الحزن، وأيضاً يذبح له.
ماذا تعتقدون وماذا بقي له من دين؟
أليس هذا هو الشرك الأكبر، فهؤلاء هم أئمة الشرك والضلال، فلا يجوز لك أن تعتقد أن أحداً يقضي الحوائج ويدعى ويستغاث به إلا الله عز وجل.
والمخلوق إنما يقضي حاجتك فيما يستطيع عليه، ويكون ذلك مواجهة في حضوره وفيما يقدر عليه، لا بوسيلة غيبية، وأما دعاء غير الله عز وجل فإنه يخرج من الملة؛ لأن الدعاء عبادة، بل: {
الدعاء هو العبادة} كما قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكما جاء في كتاب الله عز وجل: ((
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ))[غافر:60]، وأيضاً كما ذكر في أكثر من موضع أن المشركين يوم القيامة يكفرون بدعائهم، وقال تعالى عنهم: ((
وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ))[الأحقاف:6]، فالعبادة والدعاء تأتيان بمعنى واحد في القرآن، وكذلك الذبح لغير الله عز وجل هو نوع من أنواع الشرك الأكبر؛ لأنه صرف العبادة المحضة إلى غير الله عز وجل، فالذبح لغير الله بهذه النية، أي: بنية التقرب وقضاء الحاجات وكشف الكربات، هذا ارتكاب وفعل للشرك الأكبر الذي لا يغفره الله عز وجل إلا بالعودة إلى الإيمان وشهادة أن لا إله إلا الله ومحمد رسول الله، والتوبة منه ومن جميع أنواعه.
نسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يعافينا وإياكم من الشرك وأن ينصر الإسلام على المشركين إنه سميع مجيب.